تواجدت ظاهرة الاستعمار بين الشعوب، وكانت سببًا في خسارة كثير من الأرواح والقتلى، ويعد العالم العربي واحدًا من أكثر الشعوب عرضة للحركات الاستعمارية المختلفة، في كثير من دوله، لذا يتساءل الكثير عن الحركة الاستعمارية وأشكال الاستعمار.
وضعية ادماجية عن الاستعمار
عُرف الاستعمار قديماً بأنه نوع من أنواع السيطرة والهيمنة والسطو من قِبل بعض البلاد، على البلاد والدول الأقل قوة؛ لأهداف سياسية واقتصادية، سعيًا لزيادة مواردها الاقتصادية وزيادة سيطرتها وسلطتها.
- هو أحد الأساليب التي كانت تستخدم في العصور القديمة؛ من أجل السيطرة وفرض القوة ونهب موارد البلاد الأكثر فقرًا، فبالرغم من وجود الاستعمار بالعصور القديمة، إلا أن مفهوم الاستعمار يرتبط ارتباطا وثيقاُ بالفترات الاستعمارية الأوروبية.
- هناك الكثير من أشكال الاستعمار في العصر الحديث، يتم تنفيذها بأساليب مختلفة ومتعددة، وتختلف أسبابها ودوافعها من مكانٍ لآخر.
أما الحركة الاستعمارية: فالمقصود بها هو التخطيط المُسبق من قبل إحدى الدول بالسطو والاحتلال لدول أخرى باستخدام الجيوش والأسلحة، كنوع من أساليب الإخافة والرهبة للسيطرة على الضعفاء وعجزهم عن مقاومتهم والخضوع لهم.
اقرأ أيضًا: كيفية وخطوات كتابة وضعية إدماجية.. تُسهل على الطالب تنسيقها
دول قامت بالحركات الاستعمارية
من أمثلة الحركات الاستعمارية، حركتا الاستعمار الفرنسي والإنجليزي في العصور الوسطى أثناء تشكيل كل منهما الإمبراطورية الخاصة به، ثم انضمت لهم الدولة الهولندية.
- شكل اتحاد الثلاث دول مع بعضهم البعض قوى عظمة وقاموا بتوجيه أنظارهم إلى دول العالم القديم وخاصة جنوب إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا.
- تم الاتفاق بينهم على القيام بالحركات الاستعمارية على هذه الدول الفقيرة، وتم بالفعل بناء عدد من المستوطنات الساحلية، وبدأت عمليات السطو والاستيلاء على أراضيها، وأصبح العالم بأسره تحت أيادي الدول الاستعمارية الكبرى.
- لم يشمل الاستعمار تلك الدول فحسب، ولكن بدأت القوى الاستعمارية بالانتشار في جميع أنحاء قارة إفريقيا والكثير من البلدان في قارة آسيا، حتى أصبحت قوى الاستعمار تُزيد من سيطرتها ونفوذها لتشمل جميع الأنحاء.
- امتدت أيادي الاستعمار مع مرور الوقت وفرض سيطرتهم وقوتهم حتى طالت قارة أستراليا، وأصبح العالم أشبه بمستعمرة كبيرة وأصبح العديد من الدول تحت وطأة الاستعمار حتى منتصف القرن التاسع عشر.
تأثير الاستعمار على الدول المُستعمرة
أثر الاستعمار على الدول التي تم استعمارها بشكلٍ كبير.. فقد كان الوضع كارثيًا، أصبح سكان تلك الدول المستعمرة هم عُمالٌ بالسخرة لصالح قوى الاستعمار، وأصبحت بلادهم تُنهب وتُسرق تحت أعينهم وهم لا يقدرون على المقاومة أو الوقوف أمامهم.
- كانت قارة إفريقيا تكاد تكون بأكملها تحت أيادي الاستعمار؛ لما تتمتع به من موارد غنية مثل: مناجم الذهب والفضة والألماس، فكانت تمتاز بالأراضي الخصبة
- كان شعوبها من الشعوب الأكثر فقرًا في العالم، حيث كانت تجبرهم قوى الاستعمار على العمل في المناجم لاستخراج المعادن والعمل في مناجم الفحم دون راحة أو مقابل مادي.
- الأمر بالنسبة لقوى الاستعمار كان بمثابة عمالة مجانية وغير مكلفة، فهم لا يتحملون تكلفة نقلهم أو إعطائهم الأجور، وكذلك فهم ينهبون خيرات ثرواتهم المعدنية دون عناء.
- من الآثار الأخرى للاستعمار هو تفكيك الكتلة الاجتماعية ونجاح عمل التفرقة والفتنة بين فئات الشعوب المختلفة نظرًا لكم الاستفادة المادية والاجتماعية من سياسات الدول الاستعمارية.
اقرأ أيضًا: وضعية إدماجية عن فتح مكة.. وبيان سماحة الرسول والإسلام
أسباب ظهور الحركات الاستعمارية
- الثورة الصناعية: التي ظهرت في بدايات القرن التاسع عشر وكانت سببًا قويًا في النهضة بالقارة الأوروبية بعد سنوات طويلة من الرجعية والتخلف.
- نقص المواد الخام في بلدانهم: مما أدى إلى رغبتهم في الحصول على تلك الموارد من بلدان أخرى.
- الكساد الاقتصادي في الدول الأوروبية: خسارة الدول العظمى للأموال بسبب بدايات الثورة الصناعية.
- فرض الثقافة واللغة على الشعوب الأخرى: كما نجحت فرنسا بنشر ثقافتها ولغتها الفرنسية في الكثير من الدول في قارة إفريقيا، إن لم تكن قارة إفريقيا بالكامل.
- الرغبة في عودة سيطرة الدول الأوروبية والقادة الأوروبيين، لاسيما بعد سيطرة الدين الإسلامي بعد الفتوحات الإسلامية في دول شمال وغرب أوروبا.
- حماية البعثات التبشيرية المسيحية التي تم إرسالها من قبل الدول الأوروبية، بحجة نشر والدعوة إلى الدين المسيحي.
- حاجة الدول الأوروبية لزيادة مواردها الاقتصادية، وتلبية الاحتياجات اللازمة لشعوبها واستثمار رأس المال، من خلال السيطرة على موارد الشعوب الأخرى.
- تراجع سلطات رجال الدين وابتعادهم عن السيطرة على الحياة السياسية، وانشغالهم بمصالحهم الشخصية.
- اعتقاد الأوروبيون بأنهم متفوقون على الأجناس الأخرى ولهم الأفضلية في كل شيء.
- السيطرة على المواقع الاستراتيجية وأشهرها منطقة الخليج العربي.
- استغلال خيرات الشعوب وثرواتهم: حيث رأى الأوروبيون في آسيا مصدرًا للمواد الخام، كالقطن والصوف والكاكاو والشاي، والبن، والمعادن: كالذهب والفضة والنحاس، وسوقًا للسلع الغربية المصنعة.
- ادّعى الأوروبيون بأن لديهم حقًا أخلاقيًا في تمدين الأشخاص البدائيين.
نتائج الحركات الاستعمارية
أثرت الحركات الاستعمارية في ظهور عدد من الأمور الناتجة عن الاستعمار لكثير من البلدان، فمن أهم هذه النتائج:
- التنوع الثقافي والفكري، وتكوين مجموعات سكانية مختلفة ومختلطة عرقيًا، نظراً للتزاوج بين الجيوش الاستعمارية والشعوب في البلاد التي تحت قوى الاستعمار.
- ظهور المؤسسات الثقافية المختلفة والتطور التكنولوجي.
- التنوع العرقي في العديد من البلدان، مثلما حدث في الجزائر وروسيا الجنوبية، والهند وسنغافورة، والفلبين وإندونيسيا التي أصبحت الغالبية العظمى من سكانها من أصل هولندي.
- انتشار أنواع عديدة من الأدب الإنجليزي والفرنسي، ودمجها مع الثقافات الإفريقية والعربية المختلفة.
- انتشار اللغات الأجنبية في لدول المستعمرة لدرجة قد تصل إلى محو اللغات الأصلية في العديد من البلدان الأفريقية والآسيوية.
متى انتهت الحركات الاستعمارية؟
تمكنت الكثير من البلاد التي كانت تحت سيطرة الحركات الاستعمارية من التخلص من سطوة الاستعماريين عليها، وذلك بقيام عدد من الحروب بين الجيوش الاستعمارية وجيوش البلدان المُحتلة، من امثلة ذلك:
- الحروب بين شعب الجزائر والاستعمار الفرنسي.
- بين مصر والجيش الإنجليزي والفرنسي.
- الهند والاستعمار الإنجليزي.
- الحروب بين سكان أستراليا الأصليون والجيوش الإنجليزية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، حصلت الكثير من البلدان التي كانت تحت الاستعمار الأوروبي على استقلالها، وذلك بسبب العديد من العوامل المختلفة.
أشكال مقاومة الاستعمار
- حركات الاستقلال المحلية: وظهور المقاومة الشعبية لجيوش الاستعمار الأجنبي، والقوى الاستعمارية الذين أصبحوا يعانون من الضعف الاقتصادي؛ بسبب الدمار الذي سببته الحرب العالمية الثانية.
- مشاريع التضامن السياسي العالمي: مثل حركة عدم الانحياز، لعبت دورًا أساسيًا في جهود إنهاء الاستعمار في المستعمرات السابقة.
- مساهمة الأمم المتحدة بإنشاء لجنة خاصة حول إنهاء الاستعمار في عام 1962، من أجل تشجيع هذه العملية.
كانت آخر مستعمرة حصلت على الاستقلال، هي المستعمرة البريطانية لدولة روديسيا الجنوبية، والتي أصبحت دولة زيمبابوي الجديدة في 18 أبريل 1980.
اقرأ أيضًا: وضعية إدماجية عن شخصية تاريخية
الاستعمار الفكري والثقافي الحديث
يقوم الاستعمار الفكري على مبدأ الاستهداف لفئة عمرية معينة، بهدف تدميرها وتدمير أفكارها وثقافتها، وفئة الشباب والمراهقين هم أكثر الفئات استهدافًا في العصر الحديث دون الحاجة إلى الاحتلال واصطحاب الجيوش والأسلحة.
تختلف أساليب وطرق الاستعمار الفكري وتتنوع، منها:
- انتشار العولمة: فبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، أصبح هناك العديد من التنوع الثقافي والفكري الذي أثر بشكل كبير في تغيير الثقافات.
- نشر الأفكار الإلحادية: خاصة في البلدان العربية والإسلامية، بهدف زعزعة الإيمان لدى الكثيرين خاصة فئة الشباب.
- محاولات الدول الغربية في تغيير ثقافات الشعوب المختلفة: وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل الإعلام.
- نشر أفكار عن التحرر تخالف تقاليد وعادات بعض الشعوب.
- نشر أفكار تُناقض الدين والفطرة الطبيعية للإنسان: مثل المثلية الجنسية، من خلال الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وتأييد اختياراتهم وإعطائهم الحقوق الاجتماعية، والاعتراف بهم كفئة من فئات المجتمع.
- تزوير التاريخ: ونشر أفكار وأحداث خاطئة عن الحقائق التاريخية القديمة، مثل بناء الأهرامات، والقدماء المصريين وسكان أمريكا الأصليون غيرها من الأفكار.
- محاولة التأثير على اللغات الأصلية للشعوب: من خلال تصدير الوهم بأن اللغات الأجنبية هي الأسهل والأكثر انتشارًا، وأنها لغة العصر الحديث، وتجاهل اللغات الأخرى ومحاولة محوها.
- التأثير على احتفاظ الشعوب بالأزياء التقليدية، ومحاولة بيوت الموضة المختلفة تشويه مبدأ الالتزام بالزي التقليدين، والتأثير على الشعوب بأنها الأكثر حداثة والأكثر عملية.
- تعليم العادات السيئة: مثل التدخين والإدمان، وشرب الكحوليات، وابتكار العديد من الطرق المختلفة لجذب نسبة كبيرة من الشباب وتدمير أفكارهم.
الاستعمار نوع من التسلط والسيطرة على موارد البلاد الضعيفة المادية والبشرية، يهدف إلى تدمير الشعوب من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وله الكثير من العيوب والتأثيرات السلبية على العديد من الشعوب.