إن الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام هي توصيل الأخبار والمعلومات وتوعية الجماهير بالعديد من الأمور وأصبح لها تأثيراً واضحاً على مختلف أطياف الشعب وأصبحت تشكل جزءً كبيراً من وعي المواطن العربي بشكل عام، وهذا ما سنقوم بمناقشته في هذا المقال بالتفصيل.
ما هو تعريف الإعلام؟
المقصود بالإعلام هو الأخبار اليومية والمعلومات المتنوعة التي يتم نقلها للجماهير عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة، فكانت وسائل الإعلام قديماً يتم تناقلها عن طريق الصحف والمجلات والجرائد اليومية وكان الناس معتادون على معرفة الأخبار من خلالها.
تطور وسائل الإعلام
تطورت وسائل الإعلام بظهور الراديو والمحطات الإذاعية فأصبح الناس يعتادون على الاستماع إلى القنوات الإخبارية والإذاعية عبر محطات الراديو الإذاعية المختلفة حيث كان المصدر الترفيهي الوحيد لهم في ذلك الوقت.
مع التطور التكنولوجي في منتصف الستينات من القرن الماضي بدأ اكتشاف التلفاز و كانت بمثابة ثورة تكنولوجية هائلة في ذاك الوقت فأصبح الناس يستطيعون مشاهدة الأخبار بدلاً من سماعها فقط مما أدى إلى تغير كبير في المستوى الفكري للجماهير.
أستمر التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام المرئية حتى وصلنا إلى العصر الحديث وظهور الهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي سهلّت طرق الوصول على المعلومات والأخبار وأصبحت في متناول الجميع.
أنواع المحتوى الإعلامي
تختلف المحتويات الإعلامية بأشكال متعددة حيث تقوم في الأساس على فكرة التنوع الثقافي لأطياف الشعب واحترام عقل المتلقي، فبعد أن كانت وسائل الإعلام معتمدة فقط على البرامج الإخبارية للأحداث القومية والعالمية، أصبح وسائل الإعلام تميل للتنوع الثقافي.
أصبح التنوع الثقافي يشمل العديد من الأنواع مثل:
- البرامج الإخبارية للأحداث العالمية والقومية.
- البرامج الترفيهية والمسابقات.
- أخبار الفنانين وحياة المشاهير.
- البرامج الغنائية والفنية.
- البرامج الكوميدية وبرامج المسابقات.
- عرض الأفلام والمسلسلات.
- الإعلانات.
- برامج الأزياء والموضة.
- البرامج الحوارية.
- البرامج السياسية والاقتصادية.
- البرامج الدينية والتعليمية.
- الكلمات المتقاطعة وألعاب العقل والذكاء في الجرائد اليومية.
- برامج الطهي وتعليم النشاطات المنزلية وغيرها من البرامج الأخرى.
أهمية وسائل الإعلام وتأثيرها على المجتمع
ترجع أهمية وسائل الإعلام في المجتمع بشكل عام بأنها أصبحت تُشكل جزء كبير من وعي الجماهير ومصدر المعلومات المتاح بشكل دائم وسهل الوصول إليه وذلك بعد التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر الحديث في الآونة الأخيرة.
يقع تأثير الإعلام على المجتمع بأنه أظهر التنوع في وجهات النظر والرأي بين أفراد المجتمع وأصبحت وسائل الإعلام بمثابة أداة ناقلة لثقافات وحياة الشعوب وتعريف المجتمعات على بعضها البعض وتقارب الأفكار والعادات بين مختلف الشعوب.
الإعلام يمكن أن يكون منبراً للرسالات الهادفة التي تعود بالنفع على المجتمع، وقد يحتوي عل مُحرضة بشكل غير مباشر تحرض على الكراهيّة، والعُنصريّة، أو قد يكون أداة لنشر الأكاذيب والتضليل الإعلامي.
التأثير الإيجابي والسلبي لوسائل الإعلام
1- التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام على المجتمع.
يتمثل التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام في عدد من النقاط الهامة
- المساهمة في صنع القرارات الهامة وتكوين الرأي العام ونشر المفاهيم التي تهدف للحب والمؤاخاة والسلام بين الشعوب.
- تهيئة الرأي العام لتقبل الآراء ة الإيمان بحرية التعبير واحترام الآراء المختلفة.
- بث الأفكار التوعوية للجماهير والعمل على إزالة الجهل وتنوير عقول الشعوب.
- التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة والتعرف على عاداتهم وثقافاتهم.
- زيادة الوعي الثقافي للأفراد في المجتمع وزيادة إدراكهم.
- زيادة الوعي السياسي والاقتصادي للمواطنين.
- توعية أفراد المجتمع بالأخطار التي تحيط بهم من الجوانب السياسية والاجتماعية.
- زيادة الوعي الديني لدى أفراد المجتمع من خلال البرامج الدينية والتعليمية لأصول الدين والأسئلة الشائعة للكثير من الناس عن أمور دينهم.
- تعريف أفراد المجتمع بالقضايا العامة كقضايا المهمشين والجرائم ونقص الخدمات في بعض المناطق النائية والقرى الفقيرة التي تحتاج إلى الإعانات والتبرعات.
- محاولة استباق الأحداث وتوقع ما سيحدث في المستقبل ومتابعة كل ما هو جديد لكي يكون المجتمع على علم دائم بالأخبار المحلية ومتوقعاً لأي قرارات.
- توعية المراهقين من النواحي الثقافية والدينية والاجتماعية من خلال القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
- تسليط الضوء على أهمية القراءة والتعليم وتنمية المهارات الثقافية المختلفة.
- التوعية الصحية لأفراد المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة وإتباع الحميات الغذائية والبُعد عن العادات الغذائية الخاطئة المسببة للكثير من الأمراض.
- المساعدة على تعلم اللغات عبر القنوات التعليمية والمواقع الإلكترونية المختلفة.
- معرفة أفراد المجتمع بالحقوق والواجبات لكل فرد منهم.
- معرفة الغرامات ورسوم الخدمات المختلفة مثل غرامات رخصة القيادة ورسوم استخراج الأوراق الحكومية.
- البرامج التعليمية لتعليم الأطفال الحروف الأبجدية باللغة العربية والإنجليزية والأرقام والمواد التعليمية الأخرى.
- تحفيز المواطنين وحثهم على زيارة المعالم السياحية في بلادهم مثل المتاحف والمعارض الفنية وغيرها.
- نشر الأفكار التي تُحث المواطنين على التعامل بلطف وحب التعاون بين أفراد الشعب
2- التأثير السلبي لوسائل الإعلام على المجتمع.
- نشر الأفكار السلبية ونشر الكراهية والعنصرية بين أفراد المجتمع.
- تعليم العادات الخاطئة في الأفلام والمسلسلات مثل التدخين وطرق الإدمان المختلفة.
- نشر طرق استخدام العنف المختلفة التي تتضمن الحث على الإيذاء والتسبب في الأذى للآخرين.
- المساهمة في انتشار الجرائم ونشر طرق القيام بالجرائم المختلفة.
- انتشار الأفكار المعادية للدين الإسلامي والعادات العربية الإسلامية.
- بث الرعب في قلوب الكثير من الأشخاص عن طريق نشر الإشاعات الخاطئة والمخيفة مثل نشر شائعة أن هناك حيوان مفترس هرب من حديقة الحيوان ويجوب الشوارع يهاجم ويفترس الناس.
- نشر الشائعات الكاذبة عن حدوث الجرائم واتهام أشخاص أبرياء بالقيام بها.
- نشر مقاطع فيديو وصور شخصية بهدف الفضائح وزيادة عدد المشاهدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
- الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي بتشويه الشخصيات الإعلامية الشهيرة ونشر الأكاذيب والأخبار الخاطئة عنهم.
- من أهم مساوئ وسائل الإعلام أنه أصبح الأشخاص يتخذونها مصدراً للأخبار ونشر الإشاعات دون التأكد من صحتها، مثل نشر أخبار عن وفاة أحد الشخصيات العامة وهي مازالت على قيد الحياة.
- زعزعة الاستقرار والوضع الأمني بنشر الإشاعات الكاذبة عن حدوث بعض العمليات الإرهابية أو هجوم مسلحين على منشأة ما.
- نشر الأفكار التخريبية للممتلكات العامة بهدف الفكاهة مثل كتابة العبارات المسيئة على جدران الأماكن العامة والميادين أو مواقف المواصلات العامة.
- انتشار مصطلح" تريند" وهو المقصود به زيادة المشاهدات والبحث على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة نشر صورة أو مقطع فيديو لأحد الأشخاص وهو يقوم بفعل أحد الأفعال المشينة.
- الترويج للعادات الأخلاقية السيئة مثل عدم احترام الكبير والإساءة إلى الآخرين.
- تعليم فئة الشباب والمراهقين الألفاظ النابية.
- التقليد الأعمى للعادات الغربية دون مراعاة الفروق بين الاختلافات والعادات بين الشعوب.
- الكسل وعدم ممارسة الرياضة نتيجة الاكتفاء بتلقي المعلومات ومشاهدة التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة دون الحاجة إلى عمل مجهود بدني أو ممارسة الحركة.
- تصديق الإشاعات والأخبار الكاذبة وغياب الوعي من خلال قلة الحاجة للقراءة والاطلاع والتأكد من صحة المعلومات.
- الانفصال عن الحياة الواقعية والاكتفاء بمشاهدة الحياة من خلف الشاشات فقط.
- قلة التواصل مع أفراد المجتمع والمشاركة في التجمعات العائلية لانشغال البعض منهم بالحياة الافتراضية لوسائل الإعلام المختلفة.
تأثير وسائل الإعلام على النشاط التجاري.
أثرت وسائل الإعلام بشكل كبير على النشاط التجاري في الآونة الأخيرة وذلك من خلال الحملات الإعلانية والتسويقية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
ظهرت الحملات الإعلانية في منتصف السبعينات من القرن العشرين، حيث لجأت الشركات لعمل حملات إعلانية عبر وسائل الإعلام المرئية لمنتجاتها لتعريف الجماهير بماهية المنتج مما أثر على نسبة أرباح الشركات لزيادة الطلب والبيع على منتجاتهم.
منذ وقتها اتخذت الشركات الإنتاجية الإعلان على منتجاتهم عبر وسائل الإعلام المرئية كوسيلة أساسية للترويج عن منتجاتها المختلفة، مما زاد في ابتكارهم لوسائل جذب وإغراء للمشاهد لتزيد من رغبته في اقتناء وشراء تلك المنتجات.
أثرت الإعلانات على ازدهار الحالة الاقتصادية وزيادة فروع وخطوط الإنتاج الخاصة بتلك الشركات مما ساعد في تحريك عجلة الإنتاج وزيادة الأيادي العاملة في الكثير من المصانع والشركات.
أصبحت الإعلانات التجارية للمنتجات تلجأ للعناصر الفنية والغنائية مما زاد تأثر الجماهير وإعجابهم حتى أن هناك بعض الإعلانات أصبحت من الذكريات الجميلة لدى البعض برغم من مرور سنوات طويلة إلا أن يتذكرها الأفراد بالأغنية المميزة لها أو الفنان الذي قام بعمل الإعلان.
الإعلام لابُد أن يكون له رسالة هادفة في تنوير وتقدم المجتمعات ونشر الأفكار التنموية والحفاظ على الهوية العربية والشرقية للمشاهد ونشر روح التعاون والأُلفة بين أفراد المجتمع.