منذ أن بدأ الإنسان البحث عن طعامه وملبسه ومسكنه، وهو في عملية تطور مستمرَّة حتى الوقت الراهن، وفي ظل اختلاف الظروف البيئيّة وسرعة معدل التطور الذي أثَّر في حياة البشر بالسلب والإيجاب.. نُبين لكم أهمية مواصلة التقدم التكنولوجي في وضعية ادماجية.
لماذا نحتاج إلى مواصلة التقدم التكنولوجي؟
قد يرى البعض في التكنولوجيا وتطوراتها المرعبة خطرًا على عالمنا من كل النواحي، فعلى قدر الإنجازات والتطورات التي استطاع الإنسان الوصول إليها بفضل التكنولوجيا، إلا أنه أغفل أو تغافل آثارها الجانبية الخطيرة والتي أصبحت تؤثر على حياتنا بشكل مباشر..
لكن على الجانب الآخر.. هناك من يدعم وبشدة الاستكمال في الأبحاث التكنولوجيَّة، وإضفاء مزيد من التطور على العالم، وحجته في ذلك أن الإنسان قد قطع شوطًّا كبيرًا في هذا الميدان، وفكرة انسحابه من هذا المجال أو تحييده عن بعض مواضعه قد تكون فكرة انتحارية؛ لأن طبيعة الإنسان الآن اعتادت على كل ما يمكن إنجازه بضغطة زر ولا يقبل الرجوع عن ذلك.
حتى وإن أغفل الإنسان أثر التكنولوجيا عليه.. صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، فالطبيعة الفسيولوجية للإنسان في الوقت الحالي أقل نشاًطًا بنسبة كبيرة عن الإنسان في القرن الماضي، بفضل التكنولوجيا التي سهلت عليه كل الأنشطة..
وسواء كنا مع أو ضد التطور التكنولوجي.. لا يمكن أن ننكر وجوده في الواقع.
اقرأ أيضًا: كيفية وخطوات كتابة وضعية إدماجية.. تُسهل على الطالب تنسيقها
فوائد التطور التكنولوجي
وفَّرت التكنولوجيا حلولًا عدة لمشكلات كثيرة كانت تواجه الإنسان في كل تفاصيل حياته، وكان لها فضل وأهمية في كثير من الأمور، من تلك الفوائد:
1- التطور المعرفي
إذا كنت تريد معرفة معلومة أو تعلم شيء ما في القرن الماضي فعليك بشراء كتاب، أما في العصر الحالي فلا عليك سوى بعض الضغطات على الكيبورد حتى تحصل على كل ما تريده، وهذا يفسر بشكل كبير كم التطور الهائل في مجال المعرفة، فأصبحت المعرفة كلها متاحة في الحاسوب الخاص بك.
كما أن للتكنولوجيا الدور الأعظم في تطور أساليب التعليم التي وجدت نفسها مضطرة لمواكبة ذلك التطور، حتى ينتج عن ذلك تطور جديد، فالتعليم هو الأصل الذي ينتج عنه باقي الفروع.
2- تطور أدوات البناء والصناعة
كان الإنسان حتى وقت قصير يعتمد على ما يصنعه بيده من أدوات: للصيد، الحياكة، وغيرها.. حتى استطاع اختراع ما يمكنه صنع الأشياء بدقة أعلى وسرعة وجودة، ويضمن له كل ذلك بدون أن يتدخل الإنسان، وهو ما يعرف بـ المحرك أو "الماتور".
- أعظم اختراعات البشر في مجال الصناعة، والسبب الرئيسي للثورة الصناعية في أوروبا عام 1712 عندما قدَّم توماس نيوكمان الموتور في شكله المبدئي على شكل مكبس بخاري.
- حيث أدى استخدام طاقة البخار كمحرك لتروس الآلة إلى اندلاع ثورة في عالم الصناعة، ما زال أثرها موجودًا حتى الآن في كل الصناعات.
- من الآثار المباشرة لهذا الاختراع الثوري، زيادة إنتاجيَّة العمل وإحلال الماكينات محل البشر الذين يتمتعون بمهارة لكن ليسوا بالسرعة المطلوبة.
3- تطور المجال الطبي والزراعي
استطاع التطور التكنولوجي وجود حلول غير مسبوقة في مجالات الزراعة والطب.
- بالنسبة للزراعة: فاستطاع مضاعفة إنتاج الإنسان من المحاصيل المختلفة، ومساعدته في إيجاد أفضل أساليب الري والحرث، من خلال عربات مخصصة لذلك.
- أما على محور المجال الطبي: فقد ساهمت التكنولوجيا في وضع أسس جديدة للأطباء من ناحية أسلوب العلاج، ونوعه، وأسلوب الدراسة، والكشف عن الأمراض وغيرها..
ينسب الكثير الفضل للتكنولوجيا في إيجاد مُصول لبعض الأمراض، لكن البعض يلصق في التكنولوجيا تهمة خلق أمراض مستحدثة جاءت على الإنسان بسبب التطور التكنولوجي.
4- تطور وسائل النقل
إذا كنا في عصر صدر الإسلام وتحديدًا بعد فتح مصر، ستكلفك رحلة الحج من مصر لمكة لأداء فريضة الحج من شهرين إلى ثلاثة أشهر، اليوم وفي ظل التطور الهائل الذي يشهده العالم تستطيع أن تذهب وتعود في نفس اليوم.
هذا الشاهد يضعنا قريبين لنشعر بمدى التطور والطفرة التي حدثت في هذا المجال وغيره، وعلى ذلك المنوال نستطيع قياس تطور وسائل النقل من طائرات وسيَّارات وقطارات، سهَّلت على الإنسان كل أموره الحياتيَّة.
5- تطور وسائل الاتصال
عَمَدَ الإنسان عبر التاريخ إلى طرق كثيرة لإرسال الرسائل عن بعد، واستخدم الطيور كالحمام الزاجل في ذلك، تغطينا اليوم شبكة لا نراها لكنها ترانا جيدًا، وتعرف مواقعنا وتصلنا ببعضنا البعض، شبكة الانترنت التي ظهرت في الستِّينِّات بغرض عسكري في الأساس.
وصلت وسائل الاتصال إلى أبعد مدى يمكن الوصول إليه الآن، وتستطيع بكل سهولة إجراء المحادثة أو المقابلة الشخصية التي تريدها في أي وقت من وإلى أي مكان في العالم.
أضرار التكنولوجيا
للتكنولوجيا أضرار.. وإن كانت غير واضحة وملموسة أو غير مباشرة، لكنها أضرار قاتلة على المدى البعيد ولا يظهر أثرها إلا بعد مدة طويلة.
استطاعت التكنولوجيا إحكام القبضة على البشر، والتدخل في كل أمور حياتهم، واستطاع البشر بكل براعة صناعة الروبوتات وتطويعها لخدمته، ولم يكن يعلم الإنسان أنه بذلك يصنع من نفسه روبوتَا آخر لا يفعل أي شيء سوى التوجيه والمراقبة.
1- التأثير على التواصل الاجتماعي
لمعرفة كيفيّة تأثير التكنولوجيا على البشر من حيث الأنشطة الاجتماعية، يجب أن نتأمل سلوك الإنسان اجتماعيًّا على مدار تاريخه.
- لم يكن الإنسان يستطيع فعل أي شيء بمفرده في القرون الأولى لنا على الكوكب، واستطاع من خلال التعاون بناء حضارات جبارة تدهش الناظرين.
- علاوة على قدرة التكنولوجيا وخصوصًا ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي على خلق فقاعة لكل شخص لا يستطيع الخروج منها، فأصبحت وسائل "التواصل" الاجتماعي هي ذاتها التي دمرت هذا التواصل.
- فَقَدَ الفرد علاقته بأسرته وأقاربه وأصدقاؤه -وإن بدا غير ذلك- لانغماسه داخل الفقاعة التكنولوجية التي تعرف جيدًا كيف تجعله منصاعًا لها طوال الوقت دون ملل أو كلل.
2- زيادة المخاطر الصحيَّة والعقليَّة
- تصنع التكنولوجيا من الإنسان كائنًا كسولًا محب للعزلة، مما يؤثر على صحته النفسيَّة والجسديّة والعقليّة، من الناحية النفسية فهو يقلل من المواقف التي تحفز الشعور عنده، فيجد الأيام كلها تشبه بعضها.
- كما أن رؤية نجاح الآخرين باستمرار يشعر الفرد أنه بعيد كل البعد عن هذه الإنجازات والنجاحات، مما يصيبه بالإحباط.
- إدمان الانترنت والتكنولوجيا يؤثر على نوم الإنسان، وبالتالي على صحته وقدرة انتاجه.
اقرأ أيضًا: وضعية إدماجية في الرياضيات
3- زيادة الجرائم وتطور الأسلحة
يقع الأطفال دائمًا في فخ الألعاب الالكترونية التي قد تؤدي بحياتهم في بعض الأحيان، أو إلى استدراجهم وخطفهم، هذا بالنسبة لأطفال يلعبون على الإنترنت.
على نطاق أوسع فقد ساهمت التكنولوجيا في قتل ملايين من البشر؛ بسبب الطفرة في صناعة الأسلحة والقنابل الذريّة، والتي استخدمها البشر في عدة مرات بالفعل.
أصبحت التكنولوجيا شيء أساسي في حياة البشر، لا يمكن الاستغناء عنها على أي حال من الأحوال، ولكن ما يمكننا فعله هو تجنب أضرارها قدر الإمكان، ومحاولة الاستفادة منها بشكل لا يؤذينا نفسيًّا أو جسديًّا أو اجتماعيًّا.